الصرف الصحي
2022-07-27 . الساعة 00:00 AM بتوقيت القــدس
واقع قطاع الصرف الصحي في قطاع غزة
يعاني سكان قطاع غزة "الذي يعتبر أكثف بقعة سكانية في العالم" من مشكلة مياه الصرف الصحي، حيث تعتبر المياه العادمة غير المعالجة في قطاع غزة هي المصدر الرئيسي لتلوث مياه البحر والخزان الجوفي.
مياه الصرف الصحي هي أحد أنواع النفايات الناتجة عن مخلفات الإنسان المختلفة، واستعمالاته التجارية والصناعية والمنزلية للماء، والتي تعتبر خطرا على الصحة العامة لاحتوائها على العديد من الملوثات الفيزيائية والكيميائية والحيوية والتي تتطلب عدة مراحل لمعالجتها وتنقيتها.
يصل إنتاج قطاع غزة من مياه الصرف الصحي لأكثر من 50 مليون متر مكعب سنويا حوالي 10 % منها ترشح الى الخزان الجوفي من خلال الحفر الامتصاصية. في حين يتم تجميع 90 % منها من خلال شبكات الصرف الصحي إلى خمس محطات رئيسية (الشمال، غزة، البريج، خانيونس، رفح) بحيث يتم معالجة هذه المياه كليا أو بشكل جزئي نتيجة عدة عوامل احتياجات الطاقة العالية للمحطات، عدم توفر مشايع تطوير وصيانة للمحطات بشكل مستمر، الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المحطات.
تتباين نسبة تغطية محافظات قطاع غزة بشبكات الصرف الصحي، الجدول التالي يوضح نسبة تغطية شبكات الصرف الصحي في محافظات غزة للعام 2021.
جدول رقم (1) : نسبة تغطية شبكات الصرف الصحي في محافظات غزة للعام 2021
محطات معالجة الصرف الصحي الرئيسية:
محطة معالجة شمال غزة:
في عام 2004 بدأت سلطة المياه تنفيذ مشروع معالجة مياه الصرف الصحي الطارئ في شمال قطاع غزة، وكان تنفيذه على مرحلتين حيث انتهت المرحلة الأولى عام 2010 وكانت تشمل إنشاء 9 أحواض جديدة بمساحة 81 دونم لترشيح مياه للصرف الصحي على الحدود الشرقية لمدينة غزة بالقرب من المقبرة الشرقية.
وتمثلت المرحلة الثانية من المشروع بإنشاء محطة معالجة جديدة بسعة 36,500 متر مكعب يوميا بالقرب من أحواض الترشيح لمعالجة مياه الصرف الصحي إلى الحد المعياري الذي يمكن من خلاله إعادة استخدامها في أغراض الزراعة أو إعادة ترشيحها الى الخزان الجوفي حيث بدأت أعمال الإنشاءات في المحطة في العام 2012 وانتهت في العام 2018. في حين أن التطوير المستقبلي سيرفع قدرتها الاستيعابية الى 69,000 متر مكعب يوميا.
محطة معالجة غزة (الشيخ عجلين):
شيدت محطة معالجة مياه الصرف الصحي في غزة في عام 1977 وقد تم تطويرها عدة مرات ليكون اخرها من قبل بنك الائتمان الألماني لإعادة التنمية KFW"" في العام 2013 لتصبح قدرتها الاستيعابية 75 ألف متر مكعب يوميا من المياه العادمة.
المحطة حاليا تستقبل حوالي 40 ألف متر مكعب يوميا فقط بعد تحويل ما يقارب من 35,000 متر مكعب يوميا إلى محطة البريج. يجري حاليا تنفيذ وتطوير وصيانة للمحطة لرفع كفاءة المعالجة فيها.
محطة المعالجة المركزية (شرق البريج):
في عام 2021 تم الانتهاء من المرحلة الأولى في محطة المعالجة المركزية التي ستخدم محافظتي غزة والوسطى، لمعالجة 60 ألف متر مكعب يوميا من مياه الصرف الصحي إلى الحد المعياري الذي يمكن من خلاله ضخها في مجرى وادي غزة لإعادة إحياء المحمية الطبيعية في الوادي، مع إمكانية استخدامها في أغراض الزراعة حال تحسن ملوحة المياه المعالجة.
في عام 2025 سيتم البدء في المرحلة الثانية من المشروع بتوسعة المحطة لتصل قدرتها لمعالجة 120 ألف متر مكعب في اليوم، بحيث يتم مع إنجاز المرحلة الثانية نقل ومعالجة كل مياه الصرف الصحي من غزة إلى المحطة المركزية والبدء في إغلاق محطة الشيخ عجلين.
محطة معالجة خانيونس (الفخاري):
في العام 2019 تم الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع محطة معالجة مياه الصرف الصحي في الجهة الشرقية لمدينة خانيونس بجوار معبر صوفا الحدودي، بقدرة إنتاجية تبلغ 26,600 متر مكعب يوميا للحصول على مياه مطابقة للمعايير الدولية لري المحاصيل الزراعية. وكانت المرحلة الأولى تشمل إنشاء أحواض لترشيح مياه الصرف الصحي المعالجة بالفخاري مع العلم ان المحطة تستقبل في الوقت الحالي حوالي 16,000 متر مكعب يوميا.
سيتم بناء المرحلة الثانية من المشروع ورفع قدرتها الاستيعابية لحوالي 45,000 متر مكعب يوميا بالتزامن مع زيادة الكميات الواردة اليها من خلال زيادة نسبة تغطية شبكات الصرف الصحي في المناطق الشرقية لمحافظة خانيونس.
محطة معالجة رفح (تل السلطان):
تم إنشاء محطة المعالجة في عام 1977، حيث كانت أحواض تجميع بدون معالجة بقدرة استيعابية تبلغ 4000 متر مكعب يوميا. ومن ثم تم تطويرها على عدة مراحل اخرها كان في العام 2009 بتمويل من الصليب الأحمر حيث تم تصميم المحطة لاستقبال 20,000 متر مكعب يوميا.
المحطة حاليا تستقبل حوالي 14 ألف متر مكعب يوميا فقط لكن للأسف المعالجة داخل المحطة غير كافية لتصل للمعاير الفلسطينية للترشيح للخزان الجوفي أو الضخ للبحر أو حتى الاستفادة منها في الزراعة نتيجة حاجة المحطة للصيانة المستمرة.
الجدول رقم (2) يوضح محطات الصرف الصحي العاملة في قطاع غزة
تحديات ومعيقات العمل في محطات الصرف الصحي:
حاجة المحطات لتيار كهربائي مستقر ومستمر، أو لكمية هائلة من الوقود للتشغيل
حاجة المحطات لكميات مستدامة من المواد الكيميائية اللازمة لعمليات المعالجة.
لطالما كانت محطات المعالجة في القطاع هدفا مباشرا للقصف والتدمير على يد الاحتلال كون غالبيتها يقع في مناطق حدودية أو مكشوفة، الأمر الذي يقوض عمل المحطات في معظم الأحيان،
ضعف في القدرة الاستيعابية وتدني في الكفاءة العملياتية لديها والتي تقف عاجزة في كثير من الأوقات أمام الكميات الهائلة والمتزايدة من المياه العادمة التي تصل إليها كل يوم، ما يدفع بها إلى ضخ ما لديها من مياه عادمة غير معالجة إلى البحر بشكل مباشر.
كما وتواجه المحطات في قطاع غزة مشكلة إغلاق المعابر المستمرة منذ أكثر من 15عاما والتي تقف عائقا أمام احتياجات عملية معالجة مياه الصرف الصحي وقطع الغيار.
الموارد المالية ومشاريع التطوير المستمر.
عدم تغطية التكاليف التشغيلية.
الآثار المترتبة على المعالجة الجزئية للصرف الصحي في محطات المعالجة:
تلوث مياه الخزان الجوفي بزيادة تركيز الأملاح والنترات.
تلوث مياه الشاطئ بشكل عام بمعنى أن كثير من المناطق على ساحل قطاع غزة ملوثة بمياه الصرف الصحي غير المعالج او المعالج جزئيا.
جودة المعالجة في محطات الصرف الصحي:
جودة المعالجة في محطات الصرف الصحي تعتمد على عدة عوامل أبرزها نظام المعالجة المستخدم وتاريخ إنشاء المحطة حيث ان توقف او تباطؤ عملية التطوير والصيانة داخل المحطات يؤثر بشكل سلبي على جودة المعالجة وهنا يجدر الإشارة الى أنه لا يوجد مرحلة معالجة ثلاثية (تطهير) في محطات الصرف الصحي باستثناء محطة المعالجة في خانيونس (الفخاري). الشكل رقم () والشكل رقم () يوضحان جودة المعالجة في محطات الصرف الصحي من خلال قيم (BOD) و (TSS)
شكل رقم (1): متوسط قيم (BOD) في محطات الصرف الصحي للعام 2021
شكل رقم (2): متوسط قيم (TSS) في محطات الصرف الصحي للعام 2021
مشاريع إعادة استخدام المياه المعالجة في الري:
في قطاع غزة، كما هو الحال في معظم دول العالم، هناك وعي متزايد بفوائد استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة كمورد إضافي للمياه. تم التعبير عن هذا بوضوح في سياسة المياه الوطنية التي تشير بوضوح إلى التالي:
تمثل المياه العادمة المعالجة موردا مهما ويجب تحسينه للأغراض الزراعية وإعادة التغذية وتربية الأحياء المائية.
تتمثل السياسة الوطنية في معالجة جميع مياه الصرف الصحي المنتجة بجودة كافية لتلبية المعايير ِالوطنية لإعادة الاستخدام الآمن والمنتج ولدعم التوزيع وإعادة الاستخدام الإنتاجي لمياه الصرف الصحي المعالجة.
تتمثل السياسة الوطنية في تعزيز إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة من خلال ترتيبات تعاقدية سليمة بين المنتجين والمستخدمين.
العديد من مشاريع إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة لاستخدامها في الري أنشئت في قطاع غزة كما هو موضح في الجدول رقم (3)
جدول (3): مشاريع إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة في قطاع غزة
معوقات تشغيل مشاريع إعادة الاستخدام:
تدني وتذبذب جودة المياه الخارجة من محطات المعالجة المركزية.
المؤسسات التي مولت ونفذت المشروع كانت غير قادرة فنيا على تشغيل الوحدات بشكل صحيح.
لا يوجد جسم إداري حكومي لإدارة مثل هذه المشاريع وعدم وجود قانون يسمح بتحصيل رسوم للمياه العادمة المعالجة.